Tuesday, May 3, 2011

كل شيئ بالاتفاق الا النقاش بالخناق

خلال الأشهر الاربعة الماضية ظهرت ظاهرة بشكل واضح و هي النقاش بالخناق و سياسة "ان لم تتفق معي .. فأنت عدوي"

بدأت هذه الظاهرة مع بداية الثورة ما بين مؤيد و معارض و استمرت مع خبر تنحي الرئيس السابق لتحمل الكثير من الخلافات بين المناصرين له و المعادين له و انقسموا فريقين "احناآسفين يا ريس" و "احنا مش آسفين يا ريس".

ثم جاء الاستفتاء علي التعديلات و اصبح الحوار له وجهان. عندما تتعارض مع جهة "نعم" فانت ضد الاسلام و ضد استقرار الدولة. و عندما تتعارض مع جهة "ﻻ" فانت ضد الديمقراطية و ستكون سببا في ضياع نتائج الثورة.[مع العلم اني شهدت في فترة الاستفتاء العديد من النقاشات الجادة و حوارات أشبه بالمناظرات التي ساعدتني علي رأي الخاص المبني عن اقتناع تام]

و عندما بدأت النقاشات (او بالأحري الخناقات) تهدأ جاء الأمس بالمزيد من الاخبار التي حملت العديد من النقاشات.
الخبر الأول (و انا شخصيا اعتبر توقيته اﻵن قمة الفكاهة) و هو منع القبل من الأفلام و المسلسلات في التليفزيون المصري. انقسمت اﻵراء إلي قسمين: اما ان تكون موافق عليه فتكون إنسان رجعي متخلف يسعي إلي الرجوع إلي العصور المظلمة و اما ان تكون معترض عليه فتكون انسان سافر تهدف الي نشر الرذائل في المجتمع.

لم يحاول احد فهم منطق الآخر و الدفاع عن رأيه باﻷدلة. فأنا لا أري منع القبل تعدي علي الديمقراطية او حرية أي شخص. الأفلام و المسلسلات الأجنبية لا تحوز علي نسبة مشاهدة لاحتواءها علي مشاهد خارجة و المسلسلات الخليجية و السورية استطاعت ان توصل اهدافها بشكل رائع بدون هذه المشاهد. الحكم هو المجتمع و تعاليم الدين. و نحن نعيش في مجتمع "عربي شرقي متدين" له عاداته و تقاليده التي يجب احترامها و المحافظة عليها. فما لا تقبل وجوده في الشارع الحقيقي ... يجب ألا تقبل وجوده في العالم الإفتراضي.

و الخبر الثاني و هو الأهم من وجهة نظري و أعتقد انه سيكون السبب في الكثير من الأحداث القادمة ،هو إغتيال الشيخ أسامة بن لادن. فهناك من فرح بالخبر و اعتبره إرهابي كان يجب التخلص منه و هناك من نعي الخبر و اعتبره مجاهد و شهيد.

من اعتبره ارهابي نظر فقط الي احداث سبتمبر باعتباره المخطط الأساسي لها، رغم عدم قدرة الولايات المتحدة علي خلق الأدلة لها و وجود تسجيلات لأسامة تنفي علاقته بها. و من اعتبره مجاهد نظر الي محاربته الولايات المتحدة (سبب مشترك في قيام أغلب الحروب خلال العقد الماضي) و مناصرته للكثير من الضعفاء و الكثير من اعماله علي مدي حياته.

ومن وجهة نظري فكلاهما مخطئ ﻷن كل منهما أغفل سبب رأي الآخر. أنا لن أتحدث عن كونه شهيد ام لا فهذا لا يحكم فيه غير الله سبحانه و تعالي. فمن اعتبره ارهابي لم يأخذ في الاعتبار عدم وجود ادلة علي تخطيطه لأحداث سبتمبر و وجود تسجيلات له تنفي تخطيطه لها و الكل يعلم أنه كان يعلن مسؤوليته عن أي عملية من تخطيطه. كان الدليل الوحيد هو أقوال و تصريحات الولايات المتحدة. وبالنسبة لي فهي ليست محل ثقة عندي منذ بداية حرب العراق.
و من اعتبره مجاهد في سبيل الله اعتمد علي محاربته الطويلة مع الولايات المتحدة معتبرا أحداث سبتمبر (ان كان مسئول عنها حقا) اما خطأ في تحديد هدف أو إنها كانت أحد سُبل محاربة الولايات المتحدة و بالتالي فهي مباحة.

أنا حقيقة لا أهتم بتحديد هوية بن لادن فلا أحد يعلم عنه أكثر من مجرد روايات قرأها أو تصريحات سمعها. فإن كان إرهابي و ما فعله لم يكن بنية صالحة فسيكون عقابه النار. و ان كان حقا مجاهد في سبيل الله فسيخلد في الجنة. و كلاهما ليس لنا تدخل بهما. فليس لنا اﻵن إلا أن نطلب له رحمة الله ظالما كان أو مظلوما.

(....يتبع)

No comments:

Post a Comment